كلمة الامين العام للهيئة في المؤتمر القومي الإسلامي الذي عقد بصنعاء في ايار عام 2008

أكد الشيخ الدكتور حارث الضاري الامين العام لهيئة علماء المسلمين أن الشعوب العربية حية وتستطيع أن تعيد الحياة لهذه الأمة ، وأن تأخذ بيد حكامها وتشجيعهم على أن يأخذوا المسلك الصحيح الذي يفيد الأمة ويخدمها بما فيه الخير والصلاح . وقال الدكتور الضاري في الكلمة التي القاها في المؤتمر القومي الإسلامي الذي عقد في العاصمة اليمنية صنعاء في ايار عام ان العراقيين 2008 مستعدون أن يقدموا أضعاف ما قدموه خلال السنين الماضية من تضحيات زادت عن المليون شهيد .. معربا عن ثقته بعودة العراق إلى أمته رغم كل مخططات ومؤامرات الأعداء . وفي ما يأتي نص الكلمة : بسم الله الرحمن الرحيم بداية أتقدم بشكري الجزيل إلى أمانة المؤتمر القومي الإسلامي التي شرفتني بالدعوة إلى حضور هذا المؤتمر الذي نتمنى له التوفيق في أعماله, كما اشكر رئيس الجلسة الأخ عزمي بشارة على هذه الدعوة الكريمة لإلقاء هذه الكلمة. أيها الحضور الكرام أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: نظرا لازدحام أعمال هذا المؤتمر ولأن الكثير يرغب بأن يتحدث لذلك سأقصر كلامي على موضوع العراق ولكن مهما كان موضوع العراق هاما وضروريا ليعلم إخواننا العرب والمسلمون في بلدانهم عن العراق وعن ما يجري في العراق إلا أن أهمية هذا الموضوع لا تغلب على أهمية فلسطين وقضيتها وحصار غزة.. فلسطين بالنسبة إلينا في العراق هي قضيتنا الأولى قولا وفعلا ولن تلهينا الأحداث الجسام التي مرت وتمر وقد تستمر إلى فترة في العراق قضية فلسطين؛ لإيماننا أن القضيتين وجهان لعملة واحدة هي الأمة العربية والإسلامية والمهددة وجوداً و هوية ولذلك أيها الإخوة ينبغي على مثل هذا المؤتمر الذي جمع هذا الجمع الكبير من أبناء الأمة ومثقفيها إن يحافظوا عليه فمن ثمراته الأولى التعارف فيما بيننا ثم التعرف على ما عند كل منا لنبدأ سويا على اختلاف مناهجنا وأفكارنا التي للأسف شاء البعض أن يصنع منها أسيجة مانعة للأخ عن أخيه. الأمة مستهدفة أيها الإخوة _ ولا أريد أن افصل _ وجودا وهويا والأمة تريد من أبنائها وكثيرا ما أسمع عن الأنظمة العربية أنها دون المستوى وأن الأنظمة العربية تخلت عن الأمة وأن الأنظمة العربية كذا وكذا.. إذا كان الأمر كذلك فاني اعتقد أن الشعوب العربية موجودة وهي شعوب حية وتستطيع أن تعيد الحياة لهذه الأمة، وأن تأخذ بيد حكامها وتستطيع أن تشجع حكامها بأعمالها إلى أن يأخذوا المسلك الصحيح الذي يفيد الأمة ويخدمها ويأخذ بيدها إلى ما فيه الخير والصلاح؛ لذلك ينبغي أن لا نضيع وقتا في القضايا الفكرية وفي القضايا التنظيرية في القضايا التي يمكن التحدث فيها في الجلسات الخاصة في أوقات الفراغ وفي أوقات السعة لا في مثل هذا الأوقات ولا في هذا المؤتمر الذي صرف عليه ما صرف من الوقت والجهد، والذي تحقق في هذا الوقت وقد لا يتحقق لنا بعد اليوم.. نعم هناك ضغوط وهنا كذا وكذا وقد لا يتحقق لنا مثل هذا المؤتمر ولذلك يجب أن تحرصوا على هذا الوقت وهذا المؤتمر. أعود للعراق... إذا سمحتم لي أيها الأخوة.. يشهد العراق عدوانا ظالما منذ خمس سنين وأنتم تعلمون بها لكن هذا العدوان إلى الآن لم يقرر شيء في موضوع العراق؛ لأن هذا العدوان والحمد لله فوجئ بالرد الذي لم يكن يتوقعه من أبناء العراق وكان ردا قويا وقاسيا وحاول أن يتكتم عليه ولكنه لم يستطع، وقد سمعنا أن هناك الكثير من قيادته بدأ يتقاذفون التهم لفشلهم في العراق ولفشل مشروعهم ولخيبتهم ممن اعتمدوا عليهم في العراق ممن جاء معهم أو التحقوا بهم في دخول العراق.. الاحتلال يحاول الآن بعد أن فشل في أن يمرر كل مشاريعه التي كان يتمنى أن يمررها بعد احتلاله عسكريا لجأ إلى طرقً أخرى ومن خلال حلفائه إن لم نقل عملائه ليحقق بعض المشاريع قبل أن يرحل كليا أو على الأقل أن ترحل هذه الإدارة الحمقاء التي أجرمت في حق العراق وشعبه بل أجرمت بحق الشعب الأمريكي نفسه؛ إذ خاضت حربا خاسرة حربا عبثية من أجل غيرها.. نعم من أجل غيرها من أجل جهات معروفة، بل قامت بحرب بالوكالة عن غيرها حيث استفادت أطراف أخرى من هذه الحرب وخسر الشعب العراقي والشعب الأمريكي نعم الشعب الأمريكي خسر، لكن الشعب العراقي على الرغم مما خسره وقد خسر الكثير. ولا أقول خسر لأنه ربح الشرف ولأنه ربح رضا الله جل وعلى ثم أن جل ما قدمه من أجل العراق ولعودة العراق هو جزء من الثمن والعراقيون اليوم. وأقولها من غير مبالغة: أيها الإخوة العراقيون مستعدون أن يقدموا أضعاف ما قدموه خلال السنين الماضية قدموا ما يزيد عن مليون شهيد ومازالوا مستعدين أن يقدموا الملايين؛ لأن العراق يستحق والعراق لابد من أن يعود بعون الله تعالى وبتصميم أبنائه وبمشاعر ودعاء إخوانه.. نعم بمشاعر ودعوات إخوانه بل ودموعهم، والعراق لن يركع العراق وسيعود إلى أمته رغم تعدد الأعداء ورغم تعدد المشاريع سيعود، والعراقيون مستعدون أن يتحملوا ضعف الفترة الماضية أو أكثر.. وإن كان أملنا وتوقعاتنا أن الفترة ستقصر بعون الله تعالى وبكل التقديرات ما يعلنه الاحتلال من خسائر هو أقل بكثير من الواقع بل لا يمثل ضعف من عشرة أضعاف أو يزيد من الواقع قال أحدهم: كنا في عام 2006 أوشكنا على الهزيمة أو الانسحاب لولا شيوخ الصحوة.. وأقولها: نعم قدمت الصحوات للاحتلال كثيراً ولكنها أوشكت على النهاية وكما بدأت فجأة ستختفي بعون الله تعالى فجأة وسيندم الاحتلال على ما انفق من أموال وسيندم هؤلاء الذين أعطوا الإدارة الأمريكية بعض الوقت أو أعطوها متنفساً لتقول حقننا نصراً في العراق.. إنه نصر جزئي ونصر زائل والنصر في النهاية للعراق والعراقيين. أيها الإخوة.. ما نريده ليس تعداد الخسائر ولا تعداد خسائر العدوان ولا نريد أن نفصل وإنما نعود إلى ما قلناه: إن الاحتلال بعد أن لم يكسب ويحقق نصراً عسكرياً ظاهراً في العراق ليحقق مشاريعه؛ أراد أن يستعيض عن ذلك بمشاريع واتفاقيات يريد أن يفرضها على موظفيه في العراق الذين عينهم من خلال عمليته السياسية.. يريد أن يمرر بعض المشاريع ومنها قانون النفط الذي يريد من خلاله سلب ثروة العراق من أبنائه ويكل السلطات فيها إلى الشركات الاحتكارية النفطية الأمريكية والبريطانية وغيرها، ثم كذلك الاتفاقية بعيدة الأمد في العراق واتفاقيات أخرى تعد الآن.. منها ما وقع ومنها ما لم يوقع ومن أهمها هو التسريع في موضوع الانتخابات البلدية التي هي جزء من موضوع الفيدرالية وتقسيم العراق. هنا أطالب هذا المؤتمر في أن يضمن بيانه الختامي طلباً يوجه إلى الدول العربية بأن تعلن رفضها لتقسيم العراق؛ لأن الفيدرالية هي تقسيم حتمي للعراق.. نرجو أن يتضمن هذا المؤتمر فقرة في هذا المجال توجه إلى الدول العربية وإلى الدول الإسلامية وإلى المؤسسات العربية والإسلامية وإلى الشعوب العربية والإسلامية لتقف بيقظة حول هذا الموضوع؛ لأنه إذا تم فسيكون كارثة لا على العراق بل على المنطقة كلها.. سيكون وصفة تعمم على باقي الدول العربية المجاورة للعراق وغير المجاورة للعراق ولذا أردت أن يكون هذا الأمر معلوماُ ، ثانياً يقال للعرب: إن العلاقات الدبلوماسية وإرسال السفراء إلى هذه الحكومة الذي لا تحظى بشرعية وطنية ولا شرعية قانونية ولا بأعمال مشرفة لها من أجل أن تعطيها نوعاً من المصداقية؛ لذلك ينبغي أن تتعامل معها الدول العربية على أنها حكومة احتلال وليست حكومة شرعية. ح