أكد الشيخ الدكتور حارث الضاري الامين العام لهيئة علماء السملين ان الاحتلال في عامه الرابع يتخبط ولا يدري ماذا يفعل ولا يعرف متى سيخرج من العراق وذلك نتيجة هول الضربات الموجعة التي توجهها المقاومة العراقية الباسلة الى قواته الغازية . وقال الشيخ الضاري الكلمة التي القاها في المهرجان التضامني مع العراق الذي أقامته جمعية دعم صمود الشعبين العراقي والفلسطيني في العاصمة اليمنية صنعاء في الثاني عشر من كانون الاول عام 2006 \" ان شعبنا بسنته وشيعته ، بعربه وأكراده عصي على أعدائه .. وان للعراق علينا حق ومِنَّة ولو فديناه جميعا بأرواحنا \" .. موضحا ان العراقيين هم العرق النابض للأمة العربية .
وفي ما يأتي نص الكلمة :
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن واهتدى بهداه وبعد:
فبداية أتقدم بشكري الجزيل للأخ العقيد يحيى علي محمد صالح وللدكتور خالد طميم رئيس جامعة صنعاء على تحضيرهما لهذا الاحتفال بمظلة جمعية دعم صمود الشعبين العراقي والفلسطيني.
يا ابناء اليمن السعيد أيها الإخوة الكرام ضيوف اليمن سلام الله عليكم ورحمته وبركاته.. إنه ليسعدني غاية السعادة أن أرى اليمن وقد استمر والحمد لله على حبه لأمته ومواكبته لمسيرتها في رخائها وشقائها في عزها وفي ذلها وليس ذلك غريبا على الشعب اليمني العريق.
الاحتلال في سنته الرابعة يتخبط..
أيها الإخوة الأحباب إن إخوانكم في العراق يعاهدونكم على أن يبقوا سندا لهذه الأمة وأن يكونوا العرق النابض قوة وحيوية وصلابة في وجه الغزاة المستعمرين الذين ظنوا أنهم سيخطفون العراق على حين غفلة من أهله وعلى حين غفلة من أمته فشاء الله تعالى أن يخيب آمالهم وأن يذل جموعهم وأن يهزم حشودهم وأن يفوت عليهم كل ما كانوا يسعون إليه من مخططات ومصالح استعمارية في العراق.. العراق الذي أرادوا منه أن يكون موضع قدم للانقضاض على الأمة.. على عقيدتها على حضارتها على تأريخها ولكن الله تعالى أبى وأبى معه الأبطال من أبناء الرافدين الذين أروه ما لم يكن يتوقع واليوم هو في سنته الرابعة يتخبط لا يدري ماذا يفعل ولا يدري متى سيخرج وكيف يخرج لهول الضربة التي تلقاها من إخوانكم أبناء العراق الذين ضربوا المثل الأروع في الصمود والثبات عن وطنهم وعن العراق، بل وأمتهم كلها لعلمهم أن العراق قلب الأمة وأن العراق هو قوة الأمة وأن العراق هو مركز حضارة الأمة وهذا ليس منا تعصباً وإنما هو بإقرار مفكري الأمة وعلماء الأمة ومؤرخي الأمة؛ ولذلك حرص إخوانكم على الدفاع عن العراق.. وأقول لكم بعون الله سيعود العراق لأهله وسيعود العراق لأمته وقريبا وليس بعيداً بعون الله وما مضى من عمر الاحتلال في العراق هو أكثر مما بقي بعونه تعالى.
أيها الأحباب إخوانكم أثخنوا في العدو آذ قتلوا له ما يزيد على (25000) من رجاله واسقطوا له ما يزيد على (125) طائرة من مختلف الأنواع ودمروا ما يزيد على (5000) عربة عسكرية مختلفة الأنواع وما يزيد على (400) مليار دولار، وهذا بشهادة الكثير من التقارير الأمريكية والأجنبية فهي المصادر التي نستطيع آن نحاججهم بها وبهذه الأرقام إذا أنكروا.. أما مصادرنا فهي الأخرى تحتوي على هذه الأرقام بل ربما ما يزيد على هذه الأرقام.
إخوانكم في العراق قاموا بدفع الاحتلال ولم يقوموا بالمقاومة والجهاد بطرا وإنما العدو جاءهم لبيوتهم وأراد منهم كل شيء.. أراد منهم انتزاع العقيدة وأراد منهم انتزاع الحضارة بل وأراد منهم انتزاع الحياة كلها بدليل ما خلفه في العراق وبدليل ما أوقعه في العراقيين من شهداء ومن جرحى ومن مرضى ومن مشردين وأكثر من (600) ألف شهيد إلى اليوم فقدهم العراق وللأسف الشديد بل وربما أكثر من ذلك.. نعم هذا هو فعل من جاؤوا بالديمقراطية وهذا فعل من جاؤوا بـ (التحرير) وهذا فعل من أتوا للشعب العراقي بالسعادة والرفاه.
جحافل العملاء والاحتلال..
إنهم يقتلون إخوانكم في العراق بلا رحمة، إنهم يأتون إلى البيوت الآمنة ويقصفونها برا وجوا وإذا سقطت الدار على عائلة قالوا: لقد أخطأنا الهدف وقيل لنا أن هذه الدار هي دار إرهابيين.. هذه الدار دار مسلحين وما إلى ذلك، وهم سائرون على هذه الأخطاء ويوميا يتكرر هذا الخطأ خمس مرات أو عشر مرات في أكثر من محافظة من محافظات العراق، هذا إلى جانب ما تقتله قواتهم وما تقتله مخابراتهم وفرقهم العسكرية القذرة التي جربوها من قبل في فيتنام واليوم يجربونها في العراق ثم إلى جانب ذلك جحافل العملاء الذين يسيرون مع الاحتلال والذين يحمون الاحتلال والذين يطلبون بقاء الاحتلال في العراق.. الأحزاب المشتركة في الحكومة هذه الأحزاب لها ميليشيات وهذه المليشيات تسهم إلى حد كبير في كثير مما يجري على إخوانكم المعارضين للاحتلال من كل المكونات من سنة أو شيعة أو أكراد .. فكل من يعارض الاحتلال هو إرهابي وبالتالي ينبغي أن يصفى وإن لم يصف بيد الاحتلال فهو يصفى بيد الميليشيات التابعة لهذه الأحزاب المشاركة في الحكومة.
مشروع الاحتلال..
أيها الإخوة مشروع الاحتلال اتخذ طريقة لتفعيله في العراق بعد الاحتلال وهذه الطريقة سماها بالعملية السياسية وهي عبارة عن مراتب لمسلسل الأشكال الرسمية التي بدأت في العراق بعد الاحتلال بثلاثة أشهر.. وكان في البداية ما يسمى بمجلس الحكم الذي بني على ما يعرف عندنا في العراق بالمحاصصة الطائفية، التي اعتمدت على تضخيم بعض المكونات وتصغير بعض المكونات فأعطتها نسباً في الحكم؛ حتى تكون بعض المكونات مهيمنة ومقصية للمكونات الأخرى والمكونات الأخرى مهانة أو مهمشة كما يقول العراقيون وهذه المصطلحات كلها عرفناها بعد الاحتلال البغيض لبلدنا.
ثم تلت هذا المجلس حكومة مؤقتة ثم حكومة انتقالية ثم حكومة دائمية الآن، والمتابع لهذه الأشكال الرسمية يجد أنها كلها تخدم المشروع الاحتلالي وكلها ضعيفة تأتمر بأمر الحكام الأمريكيين المدنيين ابتداء بمن يسمى بريمر ثم نغروبونتي المعروف بخبرته بإنشاء الفرق القذرة ثم الآن السفير الأخير في العراق المسمى خليل زلماي. هؤلاء هم الذين يحكمون العراق ومن تحتهم هذه الحكومات المتعددة والمتنوعة ولكنها كلها حكومات ضعيفة أمام الإدارة الأمريكية وقوية ومستهترة ومتعالية بالنسبة لشعبها.. ومن أراد أن يعرف ذلك فليعد إلى سجل هذه الحكومات وما سفكته من دماء العراقيين.. كل العراقيين على مختلف مكوناتهم من سنة وشيعة.. ما فعلوه في الفلوجة وفي النجف وفي الكوفة وفي سامراء وفي تلعفر.. وهذا معلوم عن الحكومة المؤقتة ثم الحكومة الانتقالية ولا زال هذا الطريق أو هذه السيرة القذرة معمولا بها في عهد الحكومة الحالية. وعلى أي حال فالعملية السياسية في العراق لم تأت إلا بالشر، وشأن العراق يوميا يسوء بل هو ينحدر إلى السوء وإلى الدمار وإلى الخراب يوما بعد يوم.. اليوم تحكمنا حكومة يقال: إنها حكومة قوية حتى قال احدهم: إن حكومتنا أقوى حكومة في الشرق الأوسط ولم يصدق في ذلك.. إنها أوهى حكومة.. إنها أضعف حكومة.. إنها أسوأ حكومة بالنسبة للشعب العراقي، الحكومة التي تغزو إحدى وزارتها الوزارة الأخرى وتأخذ موظفيها.. أكثر من (150) موظفا.. ولم يعد منهم إلا العدد القليل أين ذهب الباقي ؟ إنهم ذهبوا إلى حي من أحياء بغداد لم تستطع الحكومة أن تنقذهم من هذا الحي أو تعيدهم أو تحاكم من فعل بهم هذا الفعل.
لا توجد حكومة حاكمة في العراق ولكن يلوذون بالمنطقة الخضراء :
يوميا أربعون أو خمسون من مسجوني سجون الحكومة يقتلون مساء ويلقون ثم يأتي الصباح وتعلن الشرطة الحكومية إنها وجدت عشرين أو أربعين.. الخ من المقتولين الملقين في شوارع بغداد.. أيها الإخوة هؤلاء المأخوذون من بيوتهم.. ثم يؤتى بهم إلى السجون ثم يخرجون يوميا باذونات إلى المستشفيات ويقتلون قبل الوصول إلى المستشفى أو يقتلون في المستشفيات بحقن بعض المجرمين المتخصصين في هذا المجال فأين الحكومة القوية ؟ أقول لكم وأقول للعالم كله ليعلم: لا توجد حكومة حاكمة أو مسيطرة في العراق، الحكومة وأسيادها كلهم يلوذون ليل نهار بمنطقة أصبحت تعرف بالمنطقة الخضراء والجميع تحرسهم الهمرات.. همرات الأمريكان.
نعم أيها الإخوة وهم يتكلمون في الفضائيات وفي وسائل الإعلام على أنهم حكومة وعلى أنهم وزراء وعلى أن لديهم جيشا ولديهم أمنا.. أين هذا الجيش ؟ ولمن يعمل هذا الجيش ؟ هل هؤلاء من العراق والعراقيين أم هم لقتل العراق والعراقيين هذا ما يعرفه كل العراقيين من شمال العراق إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه، الكل يعلم أن الجيش وقوى الأمن الداخلي كلها تابعة لأحزاب.. وهذه الأحزاب تسعى جاهدة لإرضاء رؤسائها وهؤلاء جاهدون في هذه الأعمال ليرضوا سيد المنطقة الخضراء... سفير الولايات المتحدة في العراق.. هذا وضعنا أيها الإخوة .
الفتنة.. فتنة الاحتلال وعملائه :
أصبحت العملية السياسية في العراق عملية تدمير وتخريب للعراق وهي تتدنى بالعراق إلى شفا الهاوية.. نعم شفا الهاوية والذي يروجون لها بادعائهم أن حربا أهلية ستقع.. نعم هم يعملون لحرب أهلية، الاحتلال يريد بها أن يخرج من ضيقه وحرجه يريد أن يشغل العراقيين بعضهم ببعض حتى يتخلص من جحيم المقاومة ونار المجاهدين الذين يصلونه بها في مكان وأما المتعاونون معه فإنهم يسعون إلى الدفع إلى الحرب الأهلية ليقسموا العراق الذي عجزوا أن يقسموه بخططهم ومكرهم على مدى أربع سنوات؛ فهم يحاولون دفع شعبنا إلى الحرب الأهلية ولكن شعبنا صامد كله وبكل مكوناته والحمد لله من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.. إنه لم ينجر والحمد لله إلى هذه الهاوية التي يريد دفعه إليها الاحتلال وعملاؤه.
قد يقول قائل: هناك فتنة في العراق.. ألا تعد هذه الفتنة حربا أهلية؟ وأقول: لا تعد حربا أهلية إنما هي مقدمة يريد أن يوسعها الأعداء لتكون حربا أهلية.. هذه الفتنة وراءها الاحتلال بجيشه وبمخابراته ومخابرات حلفائه وميليشيات الأحزاب المشاركة في الحكومة من كل الأطراف؛ إذ إن هذه الميليشيات هي التي تقوم بالأعمال الإجرامية ضد فئة معينة.. ضد أهل السنة في العراق؛ حتى يكون رد فعل منهم على إخوانهم.. ولكن هناك وعي وهناك انضباط وهم يعرفون من يستهدفهم بالعداء ومن يستهدفهم بالسوء ومن يستهدفهم بالقتل ولذلك فان شعبنا عصي بسنته وشيعته بعربه وأكراده عصي على أعدائه في بلده، ولما عجز الاحتلال عن تحقيق أهدافه فإنه لاذ إلى هذه الأعمال الكريهة هذه الأعمال الإجرامية، وهذه عادته على مدى تأريخه فإنه لا يبالي بقتل الشعوب وبتدميرها.. وبكل ما يراه محققا لمصلحته سواء كان مقبولا أو غير (ديمقراطي) فإنه يضحي بكل شيء لمصلحته.. واليوم هو يفعل ذلك لتحقيق هذه الأهداف.. وهي أن يخرج منتصرا وأن يبقي من يراه مناسبا لتنفيذ مشاريعه ومخططاته في العراق.
دعوة للدول العربية والإسلامية والأمم المتحدة للتدخل :
إذن أيها الإخوة الفتنة الجارية هي فتنة يذهب ضحيتها المئات يوميا ولكنها لم تصل بعد والحمد لله إلى الحرب الأهلية؛ لهذا أقول للدول العربية وللدول الإسلامية وللأمم المتحدة عليهم إن يتدخلوا وان يضعوا حدا لهذا الاستهتار بأرواح البشر وأرواح الناس، وأن يتدخلوا لإيقاف هذه الحملة العشواء وهذه المذبحة الجماعية لشعب العراق على يد الاحتلال وعلى يد حلفائه وعملائه.. أيها الأحباب هذه الفتنة لم تكن فتنة سنية أو شيعية ولم تكن فتنة عربية أو كردية وإنما هي فتنة سياسية يقوم بأدائها الاحتلال ومخابراته وحلفائه وعملائه بما لديهم من ميليشيات وفرق إجرام وقتل وما إلى ذلك.
وأخيرا أقول لكم: إن المقاومة في العراق مستمرة ولن تتوقف إن شاء الله إلا بعد أن يخرج آخر جندي أمريكي من العراق لأنها ما قامت إلا لمقاومة الاحتلال ولذلك فهي مستمرة ما دام الاحتلال باقيا.
والله اسأل تحقيق الآمال واسأل لأبناء شعبي تحقيق النصر.. الذين أرادوا أن يعبدوا طريقهم إلى ذلك بدماء عشرات الآلاف من الشهداء، بل مئات الآلاف من الشهداء وما ذلك بكثير على تحرير العراق، فللعراق علينا حق ولو فديناه جميعا بأرواحنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة الشيخ الضاري في في المهرجان التضامني مع العراق الذي عقد في صنعاء في 12/12/2006
- مقابلات صحفية
- 3331 قراءة
- 0 تعليق
- الثلاثاء 29-12-2009 02:16 مساء