هيئة علماء المسلمين: تصريحات الرئيس الفرنسي تعد تحريضًا على العنف ضد المسلمين في فرنسا وأوروبا

الهيئة نت| أصدرت الأمانة العامة في هيئة علماء المسلمين؛ بيانًا بشأن تصريحات الرئيس الفرنسي المتجنية على الإسلام في العالم والمسلمين في فرنسا، وعدتها الهيئة تحريضًا على العنف ضد المسلمين في فرنسا وأوروبا.

قالت الهيئة في بيانها أن خطوة مثيرة للمشاعر المعادية للإسلام؛ قام بها الرئيس الفرنسي حينما أطلق يوم الجمعة (2/10/2020م) تصريحات عدائية وظالمة ضد الإسلام والجالية المسلمة في فرنسا على وجه الخصوص في سياق إعلانه عن نيته تقديم مشروع قانون لتعزيز (العلمانية) ومجموعة إجراءات أخرى كحل الجماعات الدينية، وإرغام الجمعيات الإسلامية على تطبيق العلمانية، وفرض إشراف مشدد على المدارس الإسلامية الخاصة، ومنع استقدام الأئمة من الخارج، وغير ذلك من القوانين المجحفة بحق مسلمي فرنسا.

وبيّنت هيئة علماء المسلمين أن الرئيس الفرنسي ادعى مبررًا ما يعتزم تنفيذه من قرارات بأن الإسلام يمر بأزمة في جميع أنحاء العالم، وأن المسلمين أوجدوا مجتمعًا موازيًا في فرنسا يعيش خارج القيم الفرنسية، وأنهم يطورون ممارسات رياضية وثقافية خاصة بالمسلمين، ويسعون لإنكار مبادئ على غرار المساواة بين الرجال والنساء.

وأكدت الهيئة على أن هذه التصريحات غير المسبوقة من مسؤول بهذا المستوى وما يتبعها من قرارات وإجراءات؛ تنافي المبادئ الأساسية –التي يدّعونها- لحقوق الإنسان في اختيار الدين وممارسة الشعائر وحرية الاعتقاد والملبس وعدم الحجر على الأفكار، وتتناقض مع ما هو معروف من (قيم) و(مبادئ) في هذا المجال في فرنسا نفسها، ومنها عدم تدخل الدولة في تنظيم أمور الدين، وتنكر واقعًا معاشًا في فرنسًا خصوصًا وبلاد الغرب عمومًا من اندماج ناجح للمسلمين في المجتمعات التي هاجروا إليها، وتوجه اتهامًا لعدد كبير من المواطنين الفرنسيين بالعمل ضد بلدهم من غير أدلة مقنعة سوى الدوافع الخاصة ذات الطبيعة العنصرية التي لم ينجح الرئيس في إخفائها.

وأوضحت هيئة علماء المسلمين في البيان أن الرئيس الفرنسي لم يقصر كلامه على بلده والمسلمين فيه وإنما اتهم الإسلام في العالم أجمع بأنه يمر بأزمة؛ وهذا خروج بالموضوع عن سياقه وتعميم غير مقبول البتة، ولا يمكن السكوت عليه، وإلا فما علاقة الدين الإسلامي بمشاكل متوهمة، أو مبالغ فيها، أو بمشاكل مصطنعة من أعداء الإسلام ضد المسلمين، وما علاقة الإسلام في العالم بمشاكل فرنسا الداخلية، وإذا كانت فرنسا وغيرها تعاني من أفراد مسلمين هنا وهناك فلماذا يوصم المسلمون جميعًا بذلك، ولا سيما أنها تعاني -هي وغيرها- أكثر من غير المسلمين كما تثبت التقارير والإحصاءات الدولية المعنية بهذا الشأن.

وعدّت الهيئة أن هذه التصريحات المستفزة تضع الرئيس الفرنسي في موضع التعدي على الإسلام، وانتهاك حقوق المسلمين من مواطنيه، والاعتداء السافر عليهم، وهي تصعيد خطير لظاهرة (الإسلاموفوبيا) وخطاب التحريض على العنف ضد المسلمين في فرنسا وأوروبا، وستفتح الباب واسعًا لتحقيق أفكار اليمين المتطرف الخطيرة ضد المسلمين في فرنسا، وهي أيضًا محاولة غير موفقة من (ماكرون) لتعليق فشل حكومته في ملفات كثيرة في فرنسا برقبة غيره، ومنها الاحتجاجات الشعبية المستمرة منذ أشهر طويلة للاحتجاج على الإدارة السياسية للبلاد داخليًا وخارجيًا.

الهيئة نت