الهيئة نت ـ عمّان| يواصل الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور (مثنى حارث الضاري) درسه اليومي (مدارك أصولية) ضمن الموسم الرمضاني لقسم الدعوة والإرشاد في الهيئة الذي يتضمن دروسًا ومحاضرات دعوية وتربوية وعلمية خلال شهر رمضان الكريم.
وتناول الأمين العام مسألة تقنين علم أصول الفقه الإسلامي، مستهلاً الموضوع بمقدمة تعريفية وتأريخية لجمع المواد والأحكام المتعلقة بتنظيم أحكام الناس بمختلف جوانبها في مكان واحد أو مدونة واحدة ضمن أطار يُتبنى من جهة التشريع على شكل منظومة تحوي موادًا قانونية، مستعرضًا الطرق التي تم بموجبها تنظيم هذا الموضوع في المجال القانوني في العالم على امتداد التأريخ.
وأوضح الدكتور (الضاري) أن تقنين علم الأصول يأتي تلبية للحاجة المستجدة في الأحكام الشرعية، شارحًا المراحل التي تمت فيها، من حيث جمع موادها وتنظيمها وترتيبها، مشيرًا إلى الخطوات الأولى التي سلكها العلماء المسلمون في عملية تقنين مواد علم الأصول، والتيارات التي اشتهرت على مدار هذه المراحل بين مجيز لها ومانع، بالنظر إلى حقيقة المصالح الشرعية والاجتهاد في التشريع الإسلامي، وضرب في هذا السياق أمثلة لأحداث ووقائع من مختلف المدارس الفقهية.
وسلط درس الأمين العام الضوء على تقنين مواد العلوم الشرعية في العصر الحديث، والتيارات العلمية والشخصيات القانونية التي تبنت هذه العملية نظريًا وتطبيقيًا، مستعرضًا عددًا من التجارب في هذا المجال، من القوانين المدنية في العراق، ومصر، وسوريا، والسودان، والكويت، وغيرها من البلاد الإسلامية، فضلًا عن المؤلفات والكتب التي صُنّفت في هذا الشأن.
وركّز الدرس على أهمية وفوائد عملية تقنين مواد علم أصول الفقه، والآثار الإيجابية الناجمة عنها، بكونها مفاتيح لطلبة العلم في ورجال القانون في تقنين الأحكام الشرعية.
الهيئة نت