الهيئة نت ـ عمّان| تناول الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور (مثنى حارث الضاري) مسائل تتعلق بالقواعد الأصولية وتطبيقاتها، في سياق درسه اليومي (مدارك أصولية) الذي يعقده في إطار الموسم الرمضاني لقسم الدعوة والإرشاد في الهيئة خلال شهر رمضان الفضيل.
وبيّن الدكتور الضاري في مستهل درسه الفوارق بين مصطلحات مشهورة في عِلمَي الفقه وأصوله؛ من قبيل: القواعد الكليّة، والقواعد العامة، والقواعد الجزئية التفصيلية، مبينًا أن القواعد الأصولية تعبر عن معنى عام يشمل جزئيات كثيرة ترتبط بضابط ينظمها، وشرح معنى الضابط واستعماله عند الأصوليين والفقهاء.
ونبّه الدكتور (مثنى الضاري) إلى الفرق بين القاعدة الفقهية والقاعدة الأصولية، شارحًا أهم التفسيرات التي قيلت في الفرق بينهما، إذ يظهر التحقيق في المصطلحات أن القاعدة الأصولية تتناول الوسائل التي يُتوصل بها لاستنباط الحكم، بينما القاعدة الفقهية تنظم الأحكام الشرعية التي استُنبطت من الأدلة.
وفي معرض بيان المزيد من الإيضاحات بشأن القواعد؛ قال الدكتور الضاري؛ إن القاعدة الأصولية هي التي يستعملها المجتهد والأصولي، ولا يفهمها عامة الناس من قبيل قاعدة: (الاجتهاد لا ينقض بمثله)، وإن القاعدة الفقهية هي التي يستعملها الفقيه ويعرفها عامة الناس، ومنها: قاعدة (الأمور بمقاصدها)، لافتًا إلى أن القاعدة الأصولية تحتاج إلى واسطة لفهمها، فيما لا تحتاج نظيرتها الفقهية لذلك.
واهتم الدرس بإبراز فوائد القواعد، ومن ذلك: أهميتها في تركيز الأحكام ضمن بنىً وركائز وأسس عامة يسهل حفظها ويتيسر الرجوع إليها، إذ يظهر في ضوئها فيصل وفارق بين طلاب العلم ومدى استيعابهم وإدراكهم للأحكام الشرعية، علاوة على فائدتها في حالة تقنين الأحكام الفقهية لأنها تكون ضابطًا لهذه العملية.
واختتم الأمين العام درسه بالقول: إن القواعد الفقهية والأصولية والضوابط؛ جاءت من المصادر نفسها التي جاء منها علم الفقه وعلم أصول الفقه، أي: من النبي صلى الله عليه وسلم، ومن الصحابة ومن التابعين، مشيرًا إلى أن بعض العبارات التي كانت تُقال في ذلك الحين؛ هي في حقيقتها قواعد فقهية وأصولية، وأن بعض الأحكام التي كان الصحابة يطلقونها، يُلتمس منها توصلهم إلى تلك القواعد بموجب سليقتهم وفهمهم لكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، ولاسيما أولئك الأصحاب الذين عُرفوا بالفقه والفتوى والقضاء.
الهيئة نت
ج
